-A +A
«عكاظ» (عمّان)
OKAZ_online@

دفعت الانتخابات الرئاسية الإيرانية مراكز الدراسات إلى الانتباه لمصير رؤساء إيران بعد انتهاء فترة سلطاتهم، الأمر الذي يؤكد أن الانتخابات تشبه تماما لعبة الشطرنج، فالولي الفقيه هو من يتحكم في تحريك أحجار هذه اللعبة على رقعة الشطرنج، وهو ما يؤكده الرصد الذي تجريه مراكز الدراسات لطبيعة الحكم في طهران.


وترى تقارير تتناول هذا الجانب أن ولايتي الرئيس السابق الراحل رفسنجاني علق عليها العالم آمالا كبيرة كشخصية معتدلة، غير أن المفاجأة كانت أن رفسنجاني كان ضالعا في كل جرائم ولاية الفقيه في قتل الإيرانيين وقمعهم. وطيلة حكم النظام، سواء في عهد خميني أو خامنئي كان رفسنجاني الرجل الثاني للنظام، وكان ضالعا في جميع جرائمه، ولكن رغم كل هذه السوابق، أقصاه خامنئي في عام 2005، إذ عاد ليشارك في الانتخابات الرئاسية وبدلا منه جاء بنجاد ليجلس في منصب رئاسة البلاد. استمرت عزلة رفسنجاني رغم أنه كان يبذل قصارى جهده لحفظ النظام وهو يعمل في منصب رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، ولكن رغم كل هذه فتم رفض أهليته في عام 2013 حينما رشح نفسه لرئاسة الجمهورية مرة أخرى وبذلك أصبح مطرودا أكثر من ذي قبل لدى الولي الفقيه، وفي نهاية المطاف توفي في حال يكتنفه الغموض في بداية هذا العام وسط تقارير نشرت لدى الرأي العام الإيراني تؤكد قتله من قبل خامنئي. الغرب كعادته عول بعد ذلك على خاتمي الذي حكم 8 سنوات، إلا أنه لم يستطع أن يحكم قيد أنملة وهو ما اعترف به في نهاية ولايته، إذ قال إن رئيس الجمهورية ليس شخصية سياسية وإنما خادم للنظام فقط. أما نجاد كان عنصرا خاضعا تابعا لخامنئي، وفي عهده انطلقت انتفاضة 2009، ثم تم إخمادها، وكان خامنئي يدافع عنه بكل قوة، ونصبه في الرئاسة بسبب خضوعه إليه وبعد فترة تمرد من أوامر خامنئي. وخامنئي بعد استخدامه لحاجة وقتية، قد منعه من المشاركة في الانتخابات من جديد العام الماضي، ثم أقصاه، لكنه تمرد على حكمه فسجل اسمه في الانتخابات الحالية، غير أنه واجه رفضا لأهليته وبات عنصرا لا قيمة له في النظام يواجه السخرية حتى من قبل أدنى عناصر في جناح خامنئي. النتائج تؤكد أن الانتخابات الإيرانية ما هي إلا انتخابات صورية لتجميل وجه النظام القبيح وأن رئيس الجمهورية ليس سوى عنصر خدمي لولي الفقيه.